mahmoud_mig8281 *- مشرف مميز -*
عدد الرسائل : 21 العمر : 43 الجنسية : jordan العمل/الترفيه : ------ تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون0000 الجمعة نوفمبر 13, 2009 3:06 am | |
| يقول الحق تبارك وتعالي: يوم يكشف عن ساق ويدعون الي السجود فلا يستطيعون, خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون الي السجود وهم سالمون[ الآية43,42 من سورة القلم]
معني قوله تعالي: يوم يكشف عن ساق قال ابن عباس: هو اشد ساعة تكون في يوم القيامة.
فالعرب تقول للرجل اذا وقع في امر عظيم فظيع,يحتاج فيه الي الجد ومقاساة الشدائد: شمر عن ساقك, اذا ارادوا ان يواجه ذلك الأمر, ويقال اذا اشتد الامر في الحرب: كشفت الحرب عن ساق, ثم قال ابن عباس: هو يوم القيامة يوم كرب وشدة. وعلي هذا الرأي سار جمهور المفسرين واعلام علماء التفسير فقالوا المراد بالساق هنا هو أهوال يوم القيامة وشدائدها, كما قال ابن عباس, وروي مجاهد عن ابن عباس هي اشد ساعة تكون في يوم القيامة,
وهذا علي ماجرت عليه اللغة اذ يقال لمن وقع في شيء يحتاج فيه الي الجد: شمر عن ساقه, فاستعير الساق والكشف عنها في موضع الشدة.
معني القول الحكيم:
لما ذكر تعالي في الآيات السابقة ان للمتقين عند ربهم جنات النعيم, بين متي ذلك كائن وواقع فقال: يوم يكشف عن ساق ويدعون الي
السجود فلا يستطيعون يعني يوم القيامة ومايكون فيه من الأهوال والشدائد والبلاء والامتحان والامور العظام فالقرآن الكريم يتوعد الكافرين
بيوم عصيب رهيب ومايكون فيه من الاهوال والشدائد والكرب والضيق فيقول لمحمد: اخبرهم ان يوم الحساب قريب, واذكر لهم ذلك اليوم العصيب الذي يمتحن فيه البشر: المؤمن والكافر, والبر والفاجر, ومايكون فيه من الاهوال والشدائد, حين يشتد الامر او يعظم الخطب,
وتكشف القيامة عن امر فظيع شديد من الهول والكرب, ويدعي الكفار للسجود لرب العالمين, فلا يستطيعون لأن ظهر أحدهم يصبح طبقا
واحدا
,ليس فيه مفاصل يستطيعون الانحناء بها والركوع او السجود فقد جاء في الحديث الشريف: يسجد لله كل مؤمن ومؤمنة, ويبقي من
كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة, فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا خاشعة أبصارهم اي ذليلة في ذلك اليوم الرهيب ابصارهم لا
يستطيعون رفعها من الخجل والحياء, ترهقهم ذلة: اي يغشاهم ويلحقهم الذل والهوان من كل جانب مقابل استكبارهم عن طاعة الله
وقد كانوا يدعون الي السجود وهم سالمون اي والحال انهم كانوا في الدنيا يدعون الي السجود وهم اصحاء الجسم
معافون فيأبون.
قال الامام الفخر: لا يدعون الي السجود تعبدا وتكليفا, ولكن توبيخا وتعنيفا علي تركهم السجود في الدنيا, ثم انه تعالي يسلب عنهم القدرة علي السجود ويحول بينهم وبين الاستطاعة حتي تزداد حسرتهم وندامتهم علي مافرطوا فيه حين دعوا إلي السجود في الدنيا وهم سالمو الأطراف والمفاصل, فعوقبوا بنقيض ماكانوا عليه وذلك بعدم قدرتهم علي السجود في الآخرة حيث يعود
ظهر أحدهم طبقا واحدا كلما أراد أن يسجد خر لقفاه [/size]وهؤلاء هم من تركوا الصلاه فى الدنيا وقد ذكرهم الله فى قوله تعالى
: فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون.
والويل: هو واد في جهنم لو سيّرت فيه جبال الدنيا كلها لذابت من شدة حرّه.
والحمد لله رب العالمين أن قال تعالى: والذين هم عن صلاتهم ساهون، ولم يقل:
(والذين هم في صلاتهم ساهون) لهلكنا جميعا ذلك أننا جميعا نسهو في الصلاة، ،، وليس المقصود بالذين عن صلاتهم ساهون هم
تاركوا الصلاة بالكلية، بل هم الذين يتكاسلون عن الصلاة فيؤخرونها عن أوقاتها،
أي لا يصلون الفجر الا بعد طلوع الشمس، ولا يصلون الظهر الا قبيل وقت العصر بقليل، وهكذا بقية الصلوات، فالمتهاونون بها، والمتغافلون والمشغولون عنها بأمور الحياة هم المعنيون بقوله تبارك
وتعالى، " والويل ليست كلمة عابرة كقول أحدنا للآخر يا ويلك اذا فعلت كذا وكذا وينتهي الأمر، وانما الويل هو مسكن من يتهاون بالصلاة
فيؤخرها عن وقتها ويموت من دون توبة، والويل جزء جزيء من الغي الذي وعد الله عزوجل به المضيعين لصلاتهم كما في قوله تبارك وتعالى:
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا
والغي: هو واد في Jhnm (جهنم)، بعيد قعره، خبيث طعمه، شديدة حرارته وجهنم نفسها تستغيث من شدة حرارته.
وما أمره سبحانه وتعالى لعباده بقوله: يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله
(وقد بيّن العلماء أنّ المقصود من ذكر الله هنا الصلوات الخمس)
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم حال من يتهاون بها ولم يحافظ عليها تماما كحال فرعون وقارون هامان وأبي بن خلف وجميعهم
ملعونون في الدنيا والآخرة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من هذا: من حافظ عليها (أي الصلاة) كانت له برهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له برهانا ولا نجاة يوم القيامة، وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن بن خلف.
وانما يحشر تارك الصلاة مع هؤلاء الأربعة لأن من ينشغل عن الصلاة انما ينشغل عنها لأسباب أربعة:
بسبب المال، أو الملك، أو الوزارة، أو التجارة،
ومن انشغل عن الصلاة لأجل المال فقد حشره الله تعالى مع قارون.
ومن انشغل عن الصلاة لأجل وزارته، فقد حشره الله تعالى مع هامان.
ومن انشغل عن الصلاة لأجل ملكه، فقد حشره الله تعالى يوم القيتامة مع فرعون.
ومن انشغل عن الصلاة لأجل تجارته فقد حشره الله تعالى مع أبي بن خلف.
هذا عدا على أن تارك الصلاة يعتبر كافرا، بنص الحديث الشريف لقوله صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر.
وحين كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعاءه : اللهم لا تدع فينا شقيا ولا محروما. سأل أصحابه الكرام رضي الله عنه: أتدرون من الشقي المحروم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال عليه الصلاة والسلام: تارك الصلاة.منقول | |
|