الهيكل الرائع:
لقد كان هيكل سليمان أصغر بكثير مما يتخيله معظم الناس. في العدد [الملوك الأول 6: 2] يخبرنا النص أنّه كان بطول 60 ذراع و بعرض 20 ذراع و بارتفاع 30 ذراع . في مثال نادر للتوافق بين النصوص نجد أن العدد [أخبار الأيام الثاني 3: 3] يعطي بالضّبط نفس المقاسات. الذّراع يساوي 17.5 بوصةً (44.5 سم) ، لذا فإن المعبد سيكون بحجم 87.5 X 29 قدمًا (26.7 X 8.8 متر) و بعلوّ تقريبًا 4 طوابق. أي بمساحة إجمالية 2552 قدم مربع (237 متر مربع). و لتصور ذلك فإن مساحته ستكون أقل من ضعفي مساحة منزلي، لكنّ بعلوّ أربعة طوابق . هذا الرقم مهمّ جدًّا، أرجو أن نتذكره دوماً.
لقد كانت مساحة الهيكل الكلّيّة أكبر ببساطة من مجرد [بَيْتِ الرَّبِّ]. كان هنالك باحة و قصر و مباني أخرى. كما سنرى ، فإن المحتويات و الأرقام كانت أكبر بألف مرة على الأقل، لذا فإن بعض المباني الإضافية لا تكاد تحدث فرقاً.
الذّهب و الفضّة:هَئَنَذَا فِي مَذَلَّتِي هَيَّأْتُ لِبَيْتِ الرَّبِّ ذَهَباً مِئَةَ أَلْفِ وَزْنَةٍ وَفِضَّةً مِلْيُونَ وَزْنَةٍ وَنُحَاساً وَحَدِيداً بِلاَ وَزْنٍ لأَنَّهُ كَثِيرٌ. وَقَدْ هَيَّأْتُ خَشَباً وَحِجَارَةً فَتَزِيدُ عَلَيْهَا [أخبار الأيام الأول 22: 14]
على اعتبار أن الوزنة تعادل 75.5 رطل (33.975 كغ) ، فذلك يعني أنه قد تم إدخال 7.55 مليون رطل من الذهب إلى الهيكل (3397.5 طن) بالإضافة إلى 75.5 مليون رطل من الفضة (33975 طن) أي ما مجموعه 83.05 مليون رطل (37372.5 طن) من المعدن النّفيس . الآن لنتذكر سوياً حجم الهيكل . لإدخال مثل هذه الكميات من الذهب و الفضة إلى الهيكل فسيكون هنالك 32،543 رطلاً في كلّ قدم مربّع (157635 كغ في المتر المربع). لقد كان يتوجب على الكاهن أن يحبو على أكوام الذهب للوصول إلى المذبح .
بالإضافة للذّهب و الفضّة، كان هناك على ما يبدو الكثير من البرونز و الحديد لا يمكن حتى أن يوزن. على اعتبار أن وزن الذّهب و الفضّة 83 مليون رطلاً (37350 طن) فذلك يعني أن البرونز و الحديد كان يجب أن يزنا أكثر من ذلك بكثير. إذا افترضنا أنّه كان ضعفاً، فذلك يعني أننا نتحدث في حدود 100000 رطل في القدم المربع من الهيكل (484392 طن في المتر المربع). إن هذا الوزن يعادل 60 سيارة فوق بعضها بحجمها الكامل في القدم المربع (6458 سيارة في المتر المربع) و نحن لم نصل بعد إلى الخشب و الحجارة حتى الآن.
إن الذّهب و الفضّة يساويان بالقيمة 54 بليون دولار اليوم. حتى لو سلمنا بتعداد السكان المضخم لإسرائيل و المسجل في الكتاب المقدس، فمازال يعني أن كلّ رجل أو مرأة أو طّفل في تلك الأمة قد ساهموا تقريبًا بما قيمته 20 الف دولار، أو 40 رطل من الذّهب و الفضّة (18 كغ). لقد كان سكان إسرائيل في أحسن أحوالهم عشر الرقم المسجل في الكتاب المقدس، لذا فإن نصيب الفرد من المساهمة سيتضاعف بالطبع 10 مرات تقريباً. و بالطّبع فإننا لم نحسب تكلفة الحديد و البرونز و الصّخر و الخشب و العمالة. حسن، لم يكن سيئاً بالنسبة لمجموعة من المزارعين الفقراء في الصحراء !
القوى العاملة :
وَسَخَّرَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، وَكَانَتِ السُّخَرُ ثَلاَثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ. فَأَرْسَلَهُمْ إِلَى لُبْنَانَ عَشْرَةَ آلاَفٍ فِي الشَّهْرِ بِالنَّوْبَةِ. يَكُونُونَ شَهْراً فِي لُبْنَانَ وَشَهْرَيْنِ فِي بُيُوتِهِمْ. وَكَانَ أَدُونِيرَامُ عَلَى التَّسْخِيرِ. والتائب الى اللهانَ لِسُلَيْمَانَ سَبْعُونَ أَلْفاً يَحْمِلُونَ أَحْمَالاً، وَثَمَانُونَ أَلْفاً يَقْطَعُونَ فِي الْجَبَلِ، مَا عَدَا رُؤَسَاءَ الْوُكَلاَءِ لِسُلَيْمَانَ الَّذِينَ عَلَى الْعَمَلِ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ الْمُتَسَلِّطِينَ عَلَى الشَّعْبِ الْعَامِلِينَ الْعَمَلَ [الملوك الأول 5: 13-16]
وفقاً لحساباتي، فإن المجموع يكون 183،300 شخص هم الّذين عملوا على بناء هذا الهيكل. حتى نتصور هذا، فإنه يستلزم لرجل واحد 1،283،000 سنة لبناء الهيكل، أو 503 سنة لرجل واحد لبناء كلّ قدم مربّع له (5414 سنة للرجل الواحد لبناء المتر المربع). فلو طبقت معدّل البناء هذا في غرفة المعيشة الخاصة بي و التي أبعادها 20 X 12 قدم (حوالي 6 X 3.5 متر)، فإن الرجل الواحد سيستغرق 120 ألف سنة لبنائها. لنقم بالحساب بطريقة أخرى، لو أن فريق بناء مكون من 100 شخص ( وهو عدد كبير جداً للعمل في مثل هذا العمل الصغير) قد عملوا على بناء غرفة المعيشة الخاصة بي، فإنهم سيستغرقون 1200 سنة لبنائها. فلو أنه فعلاً قد عمل 183،000 شخص لمدّة سبعة سنوات لبناء هيكل مساحته 2552 قدم مربّع (237 متر مربع) فلابد أنهم كانوا يعملمون بسرعة الحلزون (القوقعة). مثل هذا التقدم يقاس على المستوى الجزيئي فقط !!
الخشب :
وفقاً للاقتباس أعلاه، فإن 10 آلاف عامل في كل مرة أحضروا الخشب من لبنان. كان هناك ما مجموعه 30 ألف عامل يتناوبون على ثلاثة فترات. بافتراض أن كلّ عامل أحضر 100 رطل من الخشب في كلّ رحلة (45 كغ) ذلك يعني أن مليون رطلاً من الخشب (450 الف كغ) وصلت إلى المعبد كلّ شهر. لا تنسى أن المعبد كان فقط 2552 قدم مربّع (237 متر مربع)، و هو مكُوِّمَ لتوه بالذّهب و الفضة و البرونز و الحديد. هذا يعني تقريباً 400 رطل من الخشب لكلّ قدم مربّع (1937 كغ للمتر المربع الواحد) يأتي في كلّ شهر. أي أنه كلّ سنة يصل ما يعادل حمولة 240 مقطورة من الخشب. أين وضعوا كل هذا ؟!!
طاقم الموظّفين:
عندما انتهى بناء الهيكل و وُضِعَ في مرحلة التّشغيل، كان الأمر بحاجة لطاقم من الموظفين. حدد الملك داوود ما يحتاجه من الطاقم الوظيفي: [منْ هَؤُلاَءِ لِلْمُنَاظَرَةِ عَلَى عَمَلِ بَيْتِ الرَّبِّ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً. وَسِتَّةُ آلاَفٍ عُرَفَاءُ وَقُضَاةٌ. وَأَرْبَعَةُ آلاَفٍ بَوَّابُونَ وَأَرْبَعَةُ آلاَفٍ مُسَبِّحُونَ لِلرَّبِّ بِالآلاَتِ الَّتِي عُمِلَتْ لِلتَّسْبِيحِ – أخبار الأيام الأول 23: 4-5]
إذاً فإن 24 ألف شخص تم تعيينهم للعمل في بيت الرّبّ. لابد أنه كان عملاً كبيراً جداً. بالاستناد إلى حجم الهيكل و الباحة، و على اعتبار أن الدخول لأجزاء معيّنة من الهيكل كان محدودًا بالكهنة و الكاهن الأكبر، فلن يكون هنالك مكان لأكثر من 100 شخص في وقت واحد. هذا يعني أن كلّ لاويّ كان يعمل لمدّة يوم واحد فقط في السّنة. دلوني، أين يمكنني التقدم لهذه الوظيقة ؟!!