الريال أو البرشا أيهما تفضل؟ هذا هو السؤال الذي يسأل عنه كل من يتابع مسابقة الدوري الإسباني.
ولا يختلف اثنان على ان أقوى واعرق اندية إسبانيا هما قطباها المعروفان: النادي الملكي ريال مدريد والفارس الكتالوني برشلونة.
وقد يبدو سجل الناديين من البطولات هو الأغنى بين اندية اسبانيا لا يقترب منه سوى اثليتيك بلباو الذي ودع البطولات منذ عهد ليس بالقريب.
ورغم ذلك فنشهد في كل موسم فرقا تستطيع مقارعة هذين القطبين، وتصعب من مهمتهما، وقد تكون سببا في تفوق احدهما على الآخر او ابتعاد كليهما عن لقب الليجا الاسبانية مثل فالنسيا واتلتيكو مدريد واشبيلية وفياريال، الذي برز في السنوات الاخيرة، وكذلك هناك اسماء تظهر وتختفي ليبقى الريال وبرشلونة في طليعة المنافسة دائما.
لكن هذا الموسم شهد سيطرة واضحة وغير عادية من ريال مدريد وبرشلونة، فحقق كل منهما خمس انتصارات متتالية لتكون سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الدوري الاسباني العريق والممتد لاكثر من 80 عاما.
الريال سجل مهاجموه حتى الجولة الخامسة 16 هدفا وهي نسبة تعلو معدل الأهداف الثلاثة في المباراة الواحدة، وهو نفس المعدل والاهداف الذي سجله مهاجمو خصمهم التقليدي برشلونة.
ولم يكن سبب تفوق كلا الطرفين واحدا، فالريال من الاندية التي تملك الاموال والسطوة على سوق اللاعبين، ودائما كان معقلا لاشهر وافضل النجوم، واستطاع بيريز العائد الى رئاسة النادي ان يعيد هذه الصورة مرة اخرى بجلب البرازيلي كاكا والبرتغالي رونالدو والفرنسي بنزيمة، فجاءت النتائج سريعة بالفوز في خمس مواجهات في الدوري، وكذلك اكتسح الفريق الملكي خصمه السويسري زيورخ بخمسة اهداف لهدفين ليدق ناقوس الخطر للجميع بانه فريق مختلف عن ما شاهده الجميع في الموسم الماضي، وبأنه جاد في احراز الالقاب بكتبية النجوم الجديدة التي دعمت صفوفه.
برشلونة اعتمد نهجه المعتاد في صناعة النجوم الاسبان وغير الاسبان وبخلق مجموعة متجانسة استطاع الفريق ان يحقق الثلاثية التاريخية الموسم الماضي، ورغم ذلك لم يتوقف طموح الفريق ومدربه جوارديولا عن تحقيق المزيد من الانتصارات وجلب اسم كبير مثل السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، والذي شكل، وبسرعة، ثنائيا خطيرا مع الظاهرة الارجنتينية ميسي، وصار الفريق يفتح كل ألغاز خطوط الدفاع التي تواجهه ليحصد مثل غريمه الملكي خمسة انتصارات، كانت سببا في جعل برشلونة مرشحا من وجهة نظر الكثيرين، لكي يحتفظ بلقب الليجا إن لم يُعِد ثلاثيته في انجاز يضاف الى خزينته العامرة بالالقاب.
لكن السؤال هو: هل يخدم هذا عشاق الليجا الاسبانية ومتابعوها؟
كيف سيكمل متابعو الدوري الاسباني الموسم في ظل منافسة محصورة بين فريقين فقط بعد أن كانت هناك اسماء كثيرة قادرة على ايقافهما وتغيير شكل جدول الترتيب باستمرار كما كان يحدث في السابق.
قد يفضل الكثيرون ان يشاهدوا المنافسة واضحة بين القطبين الاقوى في اسبانيا، ولكن هذا يقلل الاهتمام في بقية اللقاءات خلافا لمباريات الدوري في انجلترا الذي زادت حدة منافساته بعد دخول مانشستر سيتي كطرف خامس يزاحم الاربعة الكبار، وكذلك لا تبدو الامور واضحة في الكالتشيو الايطالي بتطاول اندية سامبدوريا وفيورنتينا وجنوى على فرق الصدارة المعروفة المتمثلة في الانتر ويوفنتوس والميلان وحتى الدوري الالماني الذي طالما كان ساحة لبطل واحد هو بايرن ميونيخ، فإن الموسمين الأخيرين أزاحا العملاق البافاري تحت ضغوط الاندية القادمة مثل فولفسبورج بطل الدوري للموسم الماضي وايضا هامبورج متصدر الموسم الحالي.
لاشك أن تحديد هوية بطل الليجا هذا الموسم سيأخذ وقتا طويلا لأن كلا القطبين لن يتنازل عن اللقب بسهولة، ولكن ضحاياهم سيكونون كثيرين والمنافسين سيكونوا قلائل.
