أصبح هذا الشخص يؤرق الكنيسة المصرية باتصالاته التليفونية التي تزيد على مائتي إتصال بقمامصة وقساوسة وكهنة الكنيسة المصرية ، وهذا الشخص هو الناشط الأستاذ وسام عبد الله الذي له حضور واسع في شبكة الإنترنت ومعروف عنه حواراته ومناظراته مع النصارى . على مدار سبعين يوماً ناقش وسام عبد الله أكثر من مائتي قسيس ولاهوتي منهم الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة والأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة والأنبا أبرام عضو سكرتارية المجمع المقدس والأنبا موسى أسقف الشباب ودكتور كمال فريد ودكتور رسمي عبد الملاك مدير معهد الدراسات القبطية والأنبا ديمتريوس أسقف ملوي والقمس برنابا صليب حنا والقمص بولس عزيز حنا والقمص أبرام فهيم والقمص صليب توفيق والقمص مكاري يونان ، والعشرات غيرهم الكثير والكثير . وجاءت فكرة الإتصالات التليفونية بعد فشل كل محاولات وسام عبد الله في ترتيب موعد لمناظرة رسمية تكون مع أحد أعضاء الكنيسة المصرية ، اللهم إلا المناظرة الوحيدة مع القمص عبد المسيح بسيط ، التي وعد بتكرارها ولكنه تراجع ولم يحدد حتى موعد كتابة هذه السطور أي موعد لهذه المناظرة . يتصل على رقم أحد القساوسة ويعرض عليه حواراً راقياً محترماً حتى لو من خلال الهاتف ، ثم يتم تناول مسألة معينة للنقاش وتكون محور حوار المتحدثين طيلة فترة الإتصال . وقد يتم تحديد موعد آخر أو يرفض الطرف الآخر فكرة الحوار من أساسه ، لا تخل هذه الإتصالات من طرافات مثل أن يغلق أحد القساوسة الهاتف في وجه وسام عبد الله ، أو يكون رد القس غريب يثير الدهشة مثل سؤال أحدهم سؤال في النقد النصي فيرد الكاهن إحنا مش بنتكلم في السياسة ومالناش دعوة بالسياسة .
هذه الإتصالات التي استمرت أكثر من شهرين بصفة يومية أصبحت تؤرق الآباء الكهنة التابعين للكنيسة المصرية ، للدرجة التي تجعل الكاهن لا يرد على الهاتف حين الإتصال ، أو تجد منهم من يرد ويرفض الحديث بشدة ، أو يكون موجود وينفي وجوده ، وغيرها من المواقف الأخرى .
ولكن الذي لا شك فيه أن هذه الإتصالات كانت مثمرة للغاية في إثراء الحوارات بين طرفين بين كل واحد منهم والآخر حساسية مفرطة ضد الآخر . هو فن من فنون الدعوة كيف تناقش الطرف الآخر بكل أدب واحترام وكيف تواجه شخصاً لطالما طلبت منه أن يفتح لك قلبه للنقاش ولكنه يأبى . أصبحت هناك تحذيرات شديدة من قيادات الكنيسة من هذه الإتصالات ، الأمر الذي جعل العديد من الآباء الكهنة يغيرون أرقام هواتفهم ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بشده هل الحوارات الهاتفية تفي في إقامة حوار بين متحاورين ؟، وهل سيكون لها تأثير اكثر بحيث نجد يوماً من يرفض المواجهة عبر الهاتف ليقف في حوار راقي ومحترم أمام أرض الواقع ؟؟!!