حمزة حصانه وانطلق الى الصحراء يجوبها وينظر الى سمائها ورملها وفضائها، وهو يفكر في أمر نفسه وأمر هذا الدين الجديد كان يفكر بالله الواحد الاحد، ثم يفكر بالاصنام في الكعبة يفكر بالدين الجديد ويقارنه بدين ابائه واجداده.. انه حتى هذه اللحظة لا يعرف الكثير مما يدعو اليه ابن أخيه, ولكنه لا يشك بصدقه ونزاهته وأمانته أبدا.. فهل هذا هو الطريق الحق؟؟ وهل خالق الكون هو اللع الواحد الاحد الملك الصمد؟؟.. كيف يعبر الشك الى اليقين؟! كيف يصل الى الحقيقة.
وظل حمزة أياما يحاور نفسه وأتى الكعبة وأخذ يرجو الله أن يشرح له صدره للحق ويذهب عنه الشك فلما دخل قلبه الايمان همز حصانه وانطلق به منشرح الصدر هادىْ النفس الى حيث محمد (ص) فأعلن بين يديه اسلامه، ونطلق بالشهادتين فدعا له الرسول أن يثبت الله قليه على دين الاسلام.
أعز الله الاسلام بحمزة بن عبد المطلب وكان درعا ووقاية لللرسول وللمستضعفين من المسلمين ولكنه لم يستطيع بالطبع أن يمنع كل أذى قريش عن المسلمين ، فهاجر مع الرسول والمسلمين الى المدينة المنورة حيث بنوا أول مسجد يرفع فيه اسم الله .
ومنذ أسلم حمزة أعطى كل بأسه وقوته وشجاعته لله ولدينه وكانت أول راية عقدها الرسول هي راية حمزة
وكانت أول سرية خرج بها المسلمون لملاقاة عدوهم هي السرية التي يقودها حمزة.
وفي يوم بدر ... لبس حمزة لباس الحرب وغرس ريشة النعام على صدره يتزين بها، وانطلق الى مياه بدر ... ووقف مع المسلمين على مياه ابار بدر وأذن الرسول لحمزة بن عبد المطلب وعلي بن ابي طالب وأبي عبيدة عامر بن الجراح بمنازلة ثلاثة من قادة جيش الكفار .... وانتصر الثلاثة في مبارزة نظراتهم . ثم قامت الحرب.
كان حمزة بن عبد المطلب يصول ويجول . في صفوف الاعداء حتى لقبه الرسول (أسد الله واسد رسوله...) وانتصر المسلمون وانهزم المشركون وعادوا يجرون أذيال الخيبة بعد أن خسروا الكثيرين من أكابرهم ، قتلى وأسرى...
وبعد عام كامل ، جمع المشركون جيشا كبيرا لمحاربة المسلمين ، وكان همهم الاكبر الوصول الى رجلين اثنين : رسول الله وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه...
وأوكل المشركون أمر حمزة لعبد اسمه "وحشي" عرف عنة الدقة والمهارة في قذف الحربة... ووعدوه ان قتل حمزة أن ينال حريتة فورا ... القلائد والمجوهرات والذهب ان هو قتل حمزة ...